المصائب لا تأتي فرادى على لبنان

المصائب لا تأتي فرادى
آداب العالم احتوت على الآلاف من الحكم والأقوال عن المصائب، والبارز فيها هذا الإجماع على أنها لا تأتي واحدة تلو الآخرى، بل تأتي كنهر عظيم لا يكبح سيله، فعند العرب جاء على لسان المتنبي “قد تتوالى المصائب والمحن على المرء …فلا يصحو من مصيبة الا والاخرى متشبثة بها”، كما وهناك قولٌ للإمام الشافعي يقول فيه “تأتي المكاره حين تأتي جملةً”، أما عن الأدب الإنكليزي فجاء قول شيكسبير تأكيداً لهذا الحال عندما قال “المصائب لا تأتي فرادى كالجواسيس، بل سرايا كالجيش”.
أما في لبنان فليس هناك الحاجة لأي مواطن ليتأكد من صدق هذه المقولات، فبنظرةٍ سريعة على ما يجري من حولنا يتولد لدى الطفل الرضيع شعوراً بهول المصيبة التي نحن فيها.
فالأزمة السياسية بدأت لتليها أزمة اقتصادية لم تبق ولم تذر، حتى جاءت جائحة كورونا لتزيد الطين بلة، وتنهي آمال من بقي لديه أمل، على المبدأ العامي “من تحت الدلف لتحت المزراب”.
فمعضلة تشكيل الحكومة لازالت على حالها دون بصيص نور، وأموال المواطنين بالمليارات “ذهبت مع الريح”، وعدد الشركات اللبنانية التي أقفلت بسبب هذه الأزمة لا تعد ولا تحصى، أما عن الوضع الصحي فإعلان المشافي بأنه لم يتبق لديها سرير لأي حالة مرضية لا داعي لشرحه.
إلا أن الشعب اللبناني لم يعرف اليأس يوماً، وهذا ما نلحظه في الحركة الدائمة لإيجاد حلول على المستوى المدني والشعبي، باحثاً عن البدائل وإن لم يجد بدائلاً، فنراه يبحث عن بدائل البدائل، إلا أنه لا يستكين أمام هول الفاجعة الغارقة بها، كان الله في عون هذا الشعب وعون الأمة.