“طيحو اعلينا الذل” جملة ارتبطت عندنا في المغرب بكل من يسئ الى المجتمع أو الاسرة او البلد بشكل عام, وارتبطت أكثر بالنساء.
نستحضر هذه المقولة ونحن نسمع ماراج من اخبار هذه الايام من أن ستمائة فتاة مغربية قد تعرضن للنصب من طرف تركي وعدهن بالزواج بأتراك مقابل خمسين الف درهم.
العدد مهول، يثير الصدمة، ويجعلنا قبل الحديث عن ” طياح الذل” نسائل أنفسنا ما الذي يجعل هذا العدد الهائل من الفتيات ومنهن القاصرات يدفعن هذه المبالغ ويجازفن بحياتهن من أجل حياة لايعرفنها الا في مسلسلات تركية دخلت بيوتنا بدون استئذان؟ ماهو هذا الشي المرعب الذي قد يدفع بهن لمحاولة الهرب من حياتهن حتى ولو بدفع نقود يعلم الله كيف حصلن عليها في ظل ظروفهن المعيشية؟.
ماذا يحصل فيك يابلد حتى يصبح أبناءك يتمنون الخروج منك بأية طريق؟ أسئلة تطرح نفسها بالحاح وتجعلنا أمام كارثة حقيقية، أن تختار فتيات – البعض منهن- في عمر الزهور الانتقال الى ضفة اخرى يجهلن تفاصيل الحياة فيها، والارتباط برجال لايعرفن حتى ملامحهم، في صفقة مشبوهة كلفتهن الكثير هو امر يحتاج الى بحث أعمق من مقالنا هذا، يحتاج من الدولة ان تسائل نفسها لماذا يهرب الشباب والشابات من بلدهم، يحملن معهم احلامهم ظنا منهم ان تحقيقها رهين بما وراء البحر، وهذا مايفسر حالات الانتحار الكبيرة التي اصبحنا نسمع عنها كل يوم، هناك تذمر واستياء يعم صفوف الشباب خصوصا، وما البحث عن الزواج بهذه الطريقة الا نوع من “لحريگ” المقنن الذي يضعنا امام الوجه القبيح للفقر والحاجة وعدم الإحساس بالأمان.
اذن قبل ان نعتبر هذا الامر هو إساءة للمرأة المغربية وللبلد يجب أن نواجه أنفسنا أولا، ونعالح مشاكلنا الداخلية حتى لايتم تصريفها بهذا الشكل الموجه خارج البلد.
