شدد الرئيس نجيب ميقاتي” على التعاون الوثيق مع غرفة غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس و لبنان الشمالي باعتبارها منصة الانطلاق لنهضة الاقتصاد في الشمال وبما يحقق شعار “طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية” .
وكان الرئيس ميقاتي زار مقر الغرفة برفقة وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل افيوني وعضوي “كتلة الوسط المستقل”النائبين نقولا نحاس وعلي درويش ،حيث استقبلهم رئيس مجلس ادارة الغرفة توفيق دبوسي ونائب الرئيس ابراهيم فوز واعضاء مجلس الإدارة: نخيل يمين، انطوان مرعب، جورج نجار، اسطفان مبارك، محمد عبد الرحمن عبيد وأحمد أمين المير، في حضور رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين، نقيب الأطباء في طرابلس الدكتور عمر عياش، نقيبة اطباء الاسنان في طرابلس الدكتورة رولا ديب، رئيس جمعية تجار محافظة عكار إبراهيم الضهر، رئيس جمعية تجار البترون روك عطية، المستشار في المعهد العربي للتخطيط الدكتور بلقاسم عباس وأعضاء مجالس بلدية وهيئات اقتصادية وفاعليات.
دبوسي
بداية رحب السيد دبوسي بالرئيس ميقاتي والحضور مستعرضا “أضخم مشروع إستثماري وطني عربي اقليمي دولي في لبنان من طرابلس الكبرى الذي يمتد من البترون الى أقاصي الحدود الشمالية في محافظة عكار ويقضي بتوسعة مرفا طرابلس ومطار القليعات والمنطقة الإقتصادية الخاصة”.
وقال”نحن نقدم مشاريع إستثمارية كبيرة تضع لبنان من طرابلس الكبرى على خارطة إقتصاديات العالم وتوفر عشرات الآلاف من فرص العمل وتقطع الطريق على كل مظاهر العنف والتطرف ونتغلب من خلالها على كافة نقاط الضعف في مجتمعنا الذي يتوثب نحو الأمن والامان والتقدم والإستقرار والإزدهار“.
ثم قام المهندس باتريك سليمان بعرض المخطط التوجيهي لمشروع التوسعة وفقا للتقنية الإفتراضية. كما عرض المهندس الدكتور حمدي شوق دراسة أولية تتعلق بمطار القليعات وتوسعته لتصبح مساحته عشرة ملايين وأربعمئة وإثنين وخمسين مترا مربعا. أما المهندس كابي خرياطي فسلط الضوء على مشروع الغرفة المتعلق بمركز إقتصاد المعرفة ومشاريع أخرى تتمثل بمبنى التنمية المستدامة وفقا لمبادىء الأمم المتحدة ومجسم المشروع المتعلق بمباني المكاتب والمختبرات الغرفة في حرم مرفا طرابلس“.
الرئيس ميقاتي
وقال الرئيس ميقاتي : لم نأت إلى هنا، زملائي في كتلة “الوسط المستقل” وانا الا ليقيننا بان الغرفة هي منصة الانطلاق لنهضة الاقتصاد في الشمال. ونحن متابعون لمسيرتها خلال السنوات الماضية بوجود رئيسها توفيق دبوسي، وعلى قناعة بأن الأفكار صالحة للنقاش، ويمكن أن تعطي رؤية صحيحة للشمال وطرابلس مستقبلاً، وهذا أمر ضروري، فالإنسان الذي لا يملك رؤية مستقبلية، سيعاني من الجمود.ما طُرح اليوم أمامنا، أتمنى أن ننطلق في معالجته من ثلاثة مستويات، على ان يشكل الرئيس دبوسي فريق عمل خاصاً بكل مستوى، ونحن لن نكتفي فقط بالدعم، بل سنكون اساسيين في هذا العمل ونفكر سوياً بصوت عال في كيفية تحويل هذه الأفكار إلى واقع.على المستوى الأول، امامنا الواقع الموجود في الشمال، بما يتضمنه من مرفأ ومطار والمعرض، إضافة إلى المنطقة الاقتصادية، وما يتبع لها من تكنولوجيا، وأمور استثمارية يمكن تشجيعها في المدينة، من هنا ضرورة انشاء فريق عمل لمتابعة هذه الأمور على المدى القصير ووضعها موضع التنفيذ.
اضاف: يتمثل المستوى الثاني في اقتصاد المعرفة الذي أصبح مطلوباً جداً، وفي وجود طرابلسي مختص بهذا الأمر، ومن المفترض أن يكون هناك المزيد من الوعي حوله، خاصة وأنه يشكل المستقبل بحد ذاته. وهنا، لا بد من التنويه بالرؤية التي أعدتها الغرفة لذلك، وتخصيص طابق خاص داخل مبناها، إضافة إلى محاولة الاستفادة من معرض طرابلس على هذا الصعيد، وكل ذلك، يتطلب وجود لجنة لمتابعة هذا الأمر بأسرع ما يمكن.أما المستوى الثالث، فيتمثل في العرض الذي قُدّم قبل قليل ويحمل رؤية، يمكن التأسيس عليها، رغم أن بعض عناصرها قد يحتاج إلى تعديل بما يلحظ الجانب السياحي مثلاً.. ولكن الفكرة تحتاج إلى فريق عمل ينظر إلى ما يلزمها من تشريعات وجدوى اقتصادية، وتمويل وإعادة تنقيح، تشجيعاً للمستثمرين الراغبين بالدخول في هذا المشروع، الذي يشكل تحدياً وسبقاً للزمن.وربما كان من المجدي أن يجزأ هذا المشروع وفق مراحل معينة لتسهيل تنفيذها بعد دراسة الجدوى الاقتصادية .
وقال”تأسيساً على ما سبق أقول لم نأتِ إلى هنا إلا لنضع أيدينا بأيديكم، ونثبت أننا وإياكم واحد، نعمل لخير المدينة، فلا أحد باقٍ في موقعه. علينا البحث عن إنجازات آنية، وتشكيل قوة ضغط قوية لتفعيل المرافق الأساسية، لا سيما مطار القليعات، حيث إن الدكتور حمدي شوق يدرك حجم الدراسات التي أعدت لتشغيله إبان تولينا وزارة النقل، والتي تثبت أنه يمكن الاستفادة منه في الحد الأدنى لعمليات الشحن الجوي والطيران العارض، بما يخفف الضغط عن مطار بيروت، وذلك نظراً لما يضمه من مستودعات وأراضٍ، إضافة إلى قدرته على شحن الإنتاج الزراعي من عكار والشمال للأسواق العربية والأوروبية في حال وجود قوة ضغط لهذا السبيل. إلى ذلك، علينا العمل لإعادة تفعيل المرفأ، انطلاقاً من الدراسة التي أُعدت، والتي من شأنها تسهيل موضوع الخدمات السريعة والمختبرات اللازمة للتأكد من مطابقة الشروط الصحية، بما يجعل من مرفأ طرابلس نقطة استقطاب حقيقية.كما أن المعرض يمكن استثمار مختلف مرافقه، بدءاً بالقاعة الكبرى التي يمكن أن تحتضن العديد من النشاطات، مما يؤدي إلى تشغيل عدد لا بأس به من اليد العاملة.في ما يتعلق بالمستوى الأول، فإننا كلفنا فريقاً من المعهد العربي للتخطيط لإعداد ما يسمى بالخارطة الاستثمارية لطرابلس، تتضمن المقومات الأساسية المتوافرة والقيمة المضافة التي يمكن أن تقدمها، وأين يمكن تشجيع الاستثمار، وخاصة على مستوى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتشجيع الشباب. من هنا، كان لنا اجتماع مع مدير المعهد الدكتور بدر مال الله، وقلنا له إن منصته تتمثل في غرفة طرابلس، وكان من المفترض أن يكون معنا لكنه ارتبط بموعد مفاجئ في بيروت، ليطلعنا على ما أنجز على هذا الصعيد، خاصة وأنهم أعدوا خارطتين استثماريتين لكل من سلطنة عمان والأردن، وقد دخلتا حيز التنفيذ وفق جدول زمني محدد، وقد تفضل المعهد بالمساعدة بالتمويل، إلى جانب جمعية العزم والسعادة الاجتماعية، على أن تسهم الغرفة بالأفكار التي ستتضمنها.
وقال ” نحن معكم وإلى جانبكم، بما يحقق شعار “طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية” ونتمنى ان تصبح “عاصمة العرب الاقتصادية”، وهذا ما يتطلب أيضاً خلق أسواق مالية، الأمر الذي يتطلب تمويلاً لا يمكن لشخص واحد أن يؤمنه كائناً من يكون، لأن لذلك انعكاسات سلبية، بل من المفترض أن يكون هناك أسلوب جديد من التمويل والاستثمار، وهذا ما يخلق ضرورة لتكوين فريق رابع يدرس إمكانية أن تكون طرابلس منصة مالية حقيقية، لتحقيق ما ينبغي القيام به.
وختم بالقول ” من هنا أقول ،هنيئاً لكم، نحن معكم، رغم غياب الوزير جان عبيد بسبب تلقيه خبر وفاة شخص قريب له، نحن نقول إن جميع أعضاء الكتلة إضافة إلى الوزير أفيوني نقف إلى جانب الرئيس دبوسي، كوّنوا فريق العمل، ونحن جزء منه بكل معنى الكلمة ونتعاون واياكم لوضع كل الخبرات اللازمة”.
ورداً على سؤال قال” يجب المضي بالمشروع تدريجياً ولكن بثبات، بما يؤدي إلى انطلاقته أوتوماتيكياً وفق مخطط توجيهي واضح، خاصة وأنه مشروع واعد وجيد جداً ولكن يجب وضعه على سكة التنفيذ بالطريقة السليمة.
وختم بالقول: “طرابلس عاصمة اقتصادية للبنان، هو شعار ممتاز، وهذا ما سبق أن دعمته من هنا بالذات، وعلينا العمل يومياً لترجمته فعلاً لا قولاً”.
جولة
في الختام قدم دبوسي للرئيس ميقاتي هدية رمزية تمثل مبادرة ” نحو طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية” .ثم جال الجميع على مختلف مشاريع الغرفة لا سيما مختبرات مراقبة الجودة ومركز التطوير الصناعي وأبحاث الغذاء (إدراك) الذي يحتضن بدوره مراكز متخصصة منها مركز تذوق زيت الزيتون ومركزتجميع العسل ومركز تجفيف الفاكهة والخضار.