كتب – محمد سعد
أعلنت دار الاوبرا السلطانية مسقط، عن تفاصيل موسمها الأوبرالي الجديد (2019-2020)، والذي سيشهد انطلاق أول عرض “أوبرا كارمن” يومي 11 و12 سبتمبر المقبل، كما تمَّ الكشف خلال مؤتمر صحفي أقيم بدار الفنون الموسيقية، عن جوانب مختلفة من تفاصيل الموسمين الماضي والمقبل.
وبدأ المؤتمر بكلمة افتتاحية قدَّمها السيد كامل بن فهد بن محمود آل سعيد عضو مجلس إدارة دار الأوبرا السلطانيّة، وقال: إنَّ الموسم الماضي شهد تحقيق نتائج رائعة؛ حيث نفدت مبيعات تذاكر لحفلتين خلال أول 24 ساعة من طرحهما، وتم بيع 40000 تذكرة خلال الموسم، بنسبة إجمالية تصل إلى 92%، وحضر 10000 شخص فعاليات التعليم والتواصل المجتمعي، وبلغ عدد زوّار الجولات السياحية 46000 زائر، كما تم تقديم ثلاثة عروض إنتاجية جديدة مشتركة؛ من ضمنها: العرض العالمي الأول للإنتاج المشترك لأوبرا “لاكميه” بشراكة مع ثماني دور أوبرا عالمية مرموقة امتدَّت من لوس أنجلوس إلى سيدني، وتم إنتاج عطر خاص للدار باسم “لاكميه” بالتعاون مع صانع العطور الشهير روجا دوف، مشيرا إلى أن أوبرا لاكميه ستقوم بجولة عالمية تبدأ من جمهورية الصين الشعبية في شهر أبريل 2020.
وأضاف سموُّه أنَّ من أبرز إنجازات الموسم السابق، افتتاح دار الفنون الموسيقية في يناير 2019 بمباركةٍ سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وتحت رعاية صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لدار الأوبرا السلطانية مسقط. وأضاف سموُّه أنَّ الطراز المعماري البديع لدار الفنون الموسيقية مُكمِّل للطراز المعماري الذي تمتاز به دار الأوبرا السلطانية مسقط، ويعدُّ الجسر الرابط بين الصرحين حلقة ربط مِمَّا أصبح مركزاً حضاريًّا فريداً من نوعه، مشيرا إلى أنه يتم فتح الجسر أمام رواد الدار يوميا من الساعة السادسة صباحاً وحتى الساعة الثانية عشرة صباحاً. وأوضح أنه تم تحديد أماكن للإيجار في مرافق دار الفنون الموسيقية، وسيتم نشر التفاصيل قريباً على الموقع الإلكتروني لدار الأوبرا السلطانية مسقط. ولفت إلى إقامة معرض متحف فيكتوريا وألبرت بعنوان “400 عام من الإثراء الثقافي الأوبرالي” في المعرض المؤقَّت لدار الفنون الموسيقية والذي أخذ الزوار في رحلة عبر تاريخ الفنون انطلقتْ من إيطاليا في بدايات القرن السابع عشر، مروراً بأعرق العواصم الأوروبية للأوبرا، وصولاً إلى مسقط في القرن الحادي والعشرين مع أوبرا “توراندوت” في دار الأوبرا السلطانية مسقط.
وفي إطار التجديد واهتمام الدار بروادها، أعلن سمو السيد كامل بن فهد أن الدار أطلقت عدة مبادرات في الموسم السابق؛ منها: إعادة تصميم محل هدايا دار الأوبرا السلطانية مسقط كليًّا بالتعاون مع السوق الحرة مسقط؛ حيث تم ابتكار مجموعات مذهلة وحصرية من الهدايا التذكارية المصنوعة بجودة عالية وبتصاميم وزخارف مستوحاة من الطراز المعماري العماني ومن دار الأوبرا السلطانية، وهذه المنتجات موجودة ومعروضة في محل هدايا بالأوبرا جالاريا والمتحف الوطني، وستكون قريباً معروضة في السوق الحرة بمطار مسقط الدولي. وقال سموه إنه في ظل تزايد أعداد الزوار إلى الدار، يجري العمل على دراسة توفير 200 موقف للسيارات بمبنى دار الفنون الموسيقية، وكذلك تخصيص بعض المواقف “مدفوعة الأجر”، وتمَّ الاتفاق مع شركة مواصلات بتخصيص نقاط صعود أمام الدار. وأوضح أنه مواكبة للتطور العالمي في تقنية المعلومات وما يشهده العالم في عصر الثورة الصناعية الرابعة؛ تم الاتفاق مع شركة “باترون بيس” لإدخال وتطبيق نظام جديد عن طريق الهاتف الذكي وصفحة إلكترونية للدار تشمل عدة مزايا؛ منها انضمام دار الأوبرا للشبكة المتحدة للصرف الآلي “عمان نت”، مع وجود خيارات عديدة الدفع لشراء تذاكر دار الأوبرا السلطانية مسقط ودار الفنون الموسيقية، وتذاكر فعاليات البيت المفتوح والدفع المسبق لشراء المأكولات الخفيفة أثناء الاستراحة، والتسوق الإلكتروني بمحل هدايا دار الأوبرا السلطانية مسقط، علاوة على الدفع المسبق للمواقف “مدفوعة الأجر”، وبرنامج الولاء، وسيتم تفعيل الكثير من هذه المزايا عند فتح شباك التذاكر في 29 يوليو المقبل، مع متابعة باقي الميزات في وقت لاحق من العام الجاري، مشيرا إلى أن التطبيق الجديد للدار سيتم إطلاقه خلال الربع الأخير من العام الجاري.
مبادرة تشجيعية
وذكر سموه أيضا أن دار الأوبرا السلطانية ستقوم ولأول مرة بتوفير تخفيضات مبكرة على التذاكر بقيمة 15%، وستبقى سارية لمدة شهر من موعد فتح شباك التذاكر، كما سيتم تخفيض أسعار المقاعد والمقصورات ذات الرؤية المحدودة لخشبة المسرح بنسبة 50%، وفي نفس الإطار سيتم إيقاف شراء التذاكر أو التعامل نقداً، وسيتم تحصيل المستحقات عن طريق بطاقات السحب الآلي بشتى أنواعها أو المحافظ الإلكترونية أو شيك بنكي أو عن طريق الموقع الإلكتروني للدار أو التطبيق الجديد. وأضاف: قُمنا بإعادة تسمية مناطق الجلوس والمستويات في دار الأوبرا السلطانية مسقط ودار الفنون الموسيقية، إضافة للرموز الملونة لجميع المقاعد بهدف تسهيل إجراءات الحجز، علاوة على ذلك تمت إضافة مستوى جديد يسمى الماسية لبعض النجوم والعروض ذات الشهرة العالمية.
وفيما يتعلق بالأوبرا جالاريا، قال سموه: يُسعدني أن أعلن عن انضمام علامات عمانية جديدة إلينا والمتمثلة في “حلوى الحصن”، و”تاج محل” للعطور الشرقية، و”سعف” لأزياء الرجل العماني التقليدية؛ حيث باتت المحلات العمانية في الأوبرا جالاريا تمثل نحو 46% من الإجمالي.
وسلَّط سموُّه الضوء على المساهمات الاجتماعية التي تقوم بها دار الأوبرا السلطانية، وقال إنه في شهر مارس 2019 أقامت دار الأوبار السلطانيَّة مسقط الحملة السادسة للتبرّع بالدم بالتعاون مع وزارة الصحة، تحت شعار “دمك حياةٌ للآخرين” واستقبلت 160 متبرعا، وهو أعلى رقم تم تحقيقه حتى تاريخه. علاوةً على ذلك، فقد أضيء مبنى دار الأوبرا السلطانية مسقط باللونين البرتقالي والأزرق، تضامنًا مع اليوم العالمي للسرطان في 4 فبراير 2019؛ وذلك ضمن الجهود العالمية في التوعية عن مرض السرطان. وتابع أنه في 22 من أبريل 2019 تم الاحتفاء بساعة الأرض عن طريق إطفاء جميع أنوار المبنى، موضحا سموه أنَّ جميع الإنجازات المحقّقة تمّت بجهود اللجنة العليا، ومجلس إدارة دار الأوبرا السلطانية مسقط، إضافةً للمدير العام، ومديري الإدارات، ومديري الدوائر، وكافة موظفي دار الأوبرا السلطانية مسقط، موجها الشكر لمجلس الإدارة لتحقيق كل هذه الإنجازات وفي فترة زمنية قصيرة.
عروض منوعة
تلى ذلك كلمة أمبيرتو فاني مدير عام دار الأوبرا السلطانية مسقط، الذي تطرق بالتفصيل للحديث عن الموسم الجديد؛ حيث قال: سيكون العرض الافتتاحي لموسم 2019/2020 من نصيب أوبرا “كارمن” لبيزيه يومي 11 و12 سبتمبر المقبل. وسوف يتم تقديم أوبرا “كارمن” على مسرح دار الأوبرا السلطانية مسقط بتصميم رقصات جديدة رائعة من ابتكار فرقة أنطونيو غاديس، ويقود المايسترو أنطونيلو أليماندي أوركسترا مسرح كولن في بوينس آيرس، ويؤدي التينور العظيم خوسيه كورا دور “دون خوسيه”، في حين تغني الميزو سوبرانو إلينا ماكسيموفا دور “كارمن” والفنانة أنيتا هارتيج دور الفتاة “ميكاييلا”.
وإلى جانب أوبرا “كارمن”، سوف يشهد الموسم الجديد تقديم أربع أوبرات إضافية؛ هي: أوبرا “حكاية كاي وغيردا”، وهي أوبرا رومانسية روسية شهيرة للموسيقار سيرجي بانيفيتش يقدمها مسرح بولشوي العالمي الشهير من موسكو، ورائعة جاكومو بوتشيني أوبرا “البوهيمية” من إنتاج دار الأوبرا السلطانية مسقط بالإشتراك مع أوبرا مونت كارلو، وإخراج جان لويس غريندا، وبطولة سيلسو آلبيلو في دور “رودولفو”، وإيرينا لونجو في دور “ميمي” وسيقود أوركسترا وكورال أوبرا مونت كارلو المايسترو ستيفانو فينزي، وأوبرا “آنا بولينا” لجايتانو دونيزيتي في عرض بالأزياء التاريخية من إنتاج دار الأوبرا السلطانية مسقط بالاشتراك مع دار أوبرا والوني ليج الملكية، ودار أوبرا لوزان، ودار الأوبرا في بيلباو. هذا العرض من بطولة أولجا بيترياتكو، وإرفين شروت بدور الملك هنري الثامن، وماكسيم ميرونوف في دور اللورد بيرسي، وإخراج ستيفانو ماتزونيس دي بارافريرا، وقيادة الموسيقار جيامباولو بيسانتي، إضافةً إلى الأوبرا الجديدة “الناي السحري” لموتسارت من إنتاج دار الأوبرا السلطانية مسقط بالطابع العُماني، تشارك في هذه الأوبرا المطربة آلبينا شاجيموراتوفا بدور ملكة الليل، وأنطونيو بولي بدور تامينو، وماركوس ويربا بدور باباجينو.
ومن بين أوبرات الموسم 2020، تحمل أوبرا “الناي السحري” أهمية خاصة من حيث الإخراج المسرحي للمخرج المبدع دافيدي ليفرمور الذي أخرج إنتاج الدار الشهير “لاكميه” الموسم الماضي. وتم ابتكار أوبرا “الناي السحري” وتدور أحداثها في سلطنة عُمان بكل ما فيها من مناظر خلابة وتحف معمارية جميلة؛ حيث تعمل على إيجاد روابط وعلاقات بين التراث الثقافي العربي الأصيل للسلطنة والموضوعات العالمية المطروحة في أوبرا موتسارت “الناي السحري”، وعقب نجاح العرض الأول لأوبرا “لاكميه” الذي تم تقديمه في مسقط في شهر مارس 2019، سافر الإنتاج المشترك لدار الأوبرا السلطانية مسقط في جولة، سوف تبدأ في “مركز الفن الشرقي في شنجهاي”، على أن يستمر تقديم العروض من 4 إلى 11 أبريل 2020.
الباليه وعروض العائلات
وتطرق فاني إلى الحديث عن عروض الأوبرا للعائلات التي خصصت ثلاث أوبرات للطلاب والعائلات؛ هي: أوبرا “الطفل والتعويذات السحرية” الخيالية لموريس رافيل من تقديم دار أوبرا ليون، وأوبرا جايتانو دونزيتي الهزلية “إكسير الحب” من تقديم مسرح تياترو سوتشيالي في كومو، وكوميديا جواكينو روسيني المشوقة “الخداع السعيد” من تقديم مهرجان أوبر روسيني بإخراج المبدع جراهام فيك. وأوضح أن أبرز عروض باليه هذا الموسم تأتي من الشرق؛ حيث تؤدي فرقة باليه بولشوي في موسكو باليه “أونيجين” الشهير لتشايكوفسكي، وتقدم فرقة الباليه الوطنية الصينية باليه “كسارة البندق” لتشايكوفسكي بأسلوب يدمج بين الثقافة الصينية والغربية.
وتحرص دار الأوبرا السلطانية مسقط في هذا الموسم الجديد كعهدها دائمًا على استضافة عازفين معروفين وفرق أوركسترا سيمفونية على أعلى مستوى؛ حيث يقود المايسترو خوسيه كورا أوركسترا وجوقة مسرح كولن في بوينس آيرس لتقديم السيمفونية التاسعة لبيتهوفن، ويقود المايسترو ميون فون تشون فرقة الأوركسترا الفيلهارمونية لمسرح “لا سكالا” في حفلين موسيقيين لتقديم كونشرتو البيانو رقم 3 لرخمانينوف، بمصاحبة عازف البيانو الروسي أليكساندر رومانوفسكي، والسيمفونية السادسة “العاطفية” لتشايكوفسكي، وسيمفونية العالم الجديد رقم 9 لدفوراك، في حين يقود المايسترو فيليب شيجيفسكي فرقة أوركسترا مسرح بولشوي في موسكو في حفل أوبرالي بمصاحبة المطربين والجوقة، ويقود المايسترو جياناندريا نوسيدا فرقة أوركسترا لندن السيمفونية لتقديم الأعمال الروسية الكلاسيكية، بمصاحبة عازف البيانو الروسي دينيس ماتسويف، كما تقدم أوركسترا عازفي كلاسيكيات فيينا موسيقى الفالس والبولكا والروائع الموسيقية القديمة من تأليف يوهان شتراوس وغيره من مؤلفي فيينا المحبوبين. كما تقدم أربع ثنائيات الرقصات على المسرح، ويستعرض حفل آلة الأرغن الأنبوبية السنوي بدار الأوبرا السلطانية مسقط قدرات وجمال الآلات الكبرى التي تملأ أجواء المسرح بالروعة في حفل عجيب يحتفي بموسيقى آلة الأرغن عبر العصور، هذا وسيقدم الباريتون العالمي ليو نوتشي أجمل الأغاني من أوبرا فيردي في حفل جالا الأوبرالي الشيق. كما تقدم الميتزو سوبرانو الحاصلة على الجوائز كاثرين جينكينز حفلاً موسيقيًّا ساهرًا مع الباريتون الأمريكي العظيم توماس هامبسون لتقديم مجموعة أغنيات مشهورة من عروض الأوبرا ومسرحيات برودواي الغنائية.
العروض الساحرة والجاز
وتستضيفُ الدار أيضا العروض الساحرة وعروض الجاز التي تأتي من مختلف أنحاء العالم؛ وتشمل: “إمبراطور المغول”، وهو عمل رائع حقق النجاح السريع، يدور حول تمرد الأمير “سالم”، ابن إمبراطور المغول العظيم “أكبر”، ووقوفه في وجه والده. إلى جانب الرقص الأرجنتيني المذهل “تشي مالامبو” الذي يضم حركات رقص الأقدام السريعة “زابيتيو” المستوحاة من إيقاع عدو الخيل ويقدمها رعاة البقر. كما تقدم فرقة الباليه الوطنية الجورجية “سوخيشفيلي” برنامجًا يجمع بين تقاليد الرقص الشعبي وأهم مميزات الرقص الكلاسيكي والرقص المعاصر. إضافة إلى عرض الموسيقى العسكرية: من عُمان والعالم، في استعراض مشرف للتشكيلات العسكرية بمشاركة مئات الموسيقيين والموسيقيات من مختلف الفرق العسكرية، في عرض نابض بالأزياء العسكرية بمشاركة فنانين من المكسيك وتركيا لتفتح نافذة جديدة على العالم، ومؤلف الجاز الأمريكي الأسطوري وعازف البيانو تشيك كوريا الذي سيقدم عروضه في أمسيتين. كما ستقدم فرقة قارعي الطبول “كودو” من اليابان عرضًا هائلاً على الطبول الثابتة يتميز بقوة رياضية جبارة وعرضًا على الطبول المتحركة يتسم بالسرعة الخاطفة. وستقدم فرقة “يو ثيتر” من تايوان عرض “ما وراء الزمن”، وهي تجربة غامرة ثلاثية الأبعاد متعددة الطبقات تدور حول حركة الكواكب في النظام الشمسي. أما عروض الموسيقى العالمية فتقدم فرقة “تينوشتيتلان دي بويبلو مكسيكو” المسماة تيمناً بعاصمة إمبراطورية الأزتك القديمة تينوشتيتلان تقدم عرضَ رقص شعبي مكسيكي نابض بالحيوية من مدينة بويبلا المكسيكية، ومهرجان عُمان العالمي للموسيقى الشعبي، حيث يجتمع فنانون من آسيا وإفريقيا وأوروبا والأمريكتين لمشاركة الفنانين العُمانيين في مهرجان دار الأوبرا السلطانية مسقط السنوي المذهل ليأخذوا الجمهور في رحلة حول العالم على مدى ثلاثة أيام.
التعليم والتواصل المجتمعي
وأبرَز فاني مجال التعليم والتواصل المجتمعي في الأوبرا، وقال إن دار الأوبرا السلطانية تعد مركزا للتعليم والتنوير، إضافةً للإلهام والترفيه، وفي سعينا للتواصل مع المجتمع، يسرنا أن نقدم فعاليات جديدة كعرض “تو نُف” (الجديد كليا) والمخصص للأطفال من سن عامين وحتى خمسة أعوام لتعليم الأطفال اكتشاف عجائب الطبيعة التي تتداخل أصواتها الموسيقية مع الموسيقى الكلاسيكية. إضافة إلى سلسلة فعاليات “البيت المفتوح” المنوعة بعروض وحفلات الموسم لتشجيع الابتكار والتفكير الناقد خلال المعارض، وورش العمل بموضوعات عن الخيال والفن، إلى جانب مسابقات مشوقة عن الفن التجريدي والقصيدة العلمية، وسلسلة موسيقى الغداء المحبوبة والمقامة بالأوبرا جالاريا التي تقدم المطربين المشاركين في الموسم في أجواء ودية قبيل بدء العروض على المسرح الرئيسي بدار الأوبرا السلطانية مسقط.
العروض العربية
تلى ذلك كلمة البروفيسور عصام الملاح مستشار مجلس الإدارة للبرامج والفعاليات، الذي تحدَّث حول العروض العربية.. قائلا: تقدم الدار سنويًّا عرضين وطنيين؛ الأول: هو الاحتفال بيوم المرأة العُمانية في 17 أكتوبر من كل عام، وتشارك مجموعات من الفرق النسائية من عُمان ومن الخارج، وهذا الموسم سيشهد مشاركة المجموعة النسائية من الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية وفرقة “دوزان” للموسيقى العربية وهن خريجات جامعة السلطان قابوس. وأضاف أن فرقة “الماس” من تونس تشارك في الاحتفال بالمرأة العُمانية، أما ضيفة هذا الحفل، والتي ستقدم يوم 18 أكتوبر حفلا مستقلا، النجمة المغربية سميرة سعيد. وتابع أن الاحتفال الوطني الثاني هو المشاركة السنوية لدار الأوبرا السلطانية مسقط في العيد الوطني المجيد، وذلك من خلال العرض الشيق للموسيقى العسكرية، والذي يحمل عنوان “الموسيقى العسكرية.. عُمان والعالم”.
وحول حفلات الطرب الأصيل، قال: إن دار الأوبرا السلطانية تحرص منذ بداية برامجها على تقديم الطرب العربي الأصيل إيمانا منها بضرورة الحفاظ عليه؛ باعتباره عماد الموسيقى العربية، مشيرا إلى أنه ستشارك في الموسم الجديد المطربتان مروة ناجي من مصر، ويسرى محنوش من تونس بأغانٍ عربية أصيلة مثل أغاني أم كلثوم ووردة الجزائرية والعديد من الأغاني المحببة للجمهور.
ومضى الملاح قائلا: وفي جانب حفلات عروض المسرح الاستعراضي- الغنائي لهذا الموسم، يسعدنا أن نقدم لأول مرة باليه دار الأوبرا المصرية في عملين شيقين، وذلك في الأمسية الواحدة “باليه زوربا اليوناني” بموسيقاه الشهيرة، وكذلك العمل الخالد “الليلة الكبيرة” تأليف وأشعار صلاح جاهين، وتلحين الموسيقار سيد مكاوي وذلك في شهر مارس 2020. وتابع أن العمل الاستعراضي الغنائي الآخر يقام في شهر أبريل 2020 مع مسرح كركلا الشهير، والذي شرف الدار من قبل، وبناء على رغبة الجمهور يشرفنا هذه المرة بعمل جديد يحمل عنوان “فينيقيا بين الماضي والحاضر”، وسوف نستمتع هنا بالحركات الاستعراضية المدعمة بالألحان والأغاني البديعة، مع استخدام الملابس الأنيقة بإخراج باهر. وكشف الملاح أن دار الأوبرا السلطانية تسعد لإعلان ميلاد أوبرا عربية جديدة تُعرض لأول مرة وبمساعدة الدار، وذلك في شهر فبراير 2020. وتابع أنه تم تقديم أوبرا “عنتر وعبلة” الموسم الماضي باللغة العربية الفصيحة، وأيضا أوبريت “على أرض الغجر” في مايو 2018 باللهجة اللبنانية، كاشفا أنه سيتم تقديم أوبرا “طرح البحر” باللهجة المصرية في الموسم الجديد، كما ستشارك “الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية” لأول مرة في مصاحبة أوبرا كاملة.
وذكر الملاح أن البرامج العربية للموسم الجديد ستنطلق مع النجم المحبوب مارسيل خليفة بأغانيه وأسلوبه الفريد، وذلك في شهر سبتمبر 2019، كما يشارك في هذا الموسم فنانون من ثمانية بلدان عربية: لبنان، والمغرب، والإمارات، وتونس، ومصر، وسوريا، والسعودية، وليبيا؛ وذلك بالطبع إلى جانب السلطنة. وكشف أن الموسم الجديد سيشهد مشاركة الفنانة أحلام، ونجوى كرم، ومروان خوري المطرب وعازف البيانو والمؤلف اللبناني المشهور الذي سوف يشارك الفنانة نجوى كرم الحفل، بمصاحبة الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية.
الحراك الثقافي
إلى ذلك، قدم الدكتور ناصر بن حمد الطائي مستشار مجلس إدارة دار الأوبرا السلطانية مسقط، كلمة؛ قال فيها: إنَّ مسيرة النهضة العُمانية المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- أولت عناية خاصة للفنون والحراك الثقافي في السلطنة. وأكد أن عُمان اختطت طريقاً متميزاً في هذا المجال للارتقاء بالفنون والتواصل الحضاري البناء بين الشعوب، وجاء افتتاح دار الأوبرا السلطانية مسقط في أكتوبر 2011 تتويجاً لمسيرة أكثر من 40 عاماً من اهتمام القيادة الرشيدة بالفنون الموسيقية، وتستمر المسيرة التنموية للفنون بافتتاح دار الفنون الموسيقية في 15 يناير 2019م لتكون بمثابة ملتقى للثقافات ومسرح للحوار بين الحضارات الإنسانية؛ ترسيخاً لقيم المحبة والإخاء ولاسلام، وتتميز دار الفنون الموسيقية بشكل معماري فريد من حيث التصميم الذي يمزج بين سحر الشرق وتقنية الغرب، وبين التراث والحضارة في حوار هارموني متناسق وخلاق ومبهر، وليس غريباً أن يربط دارالأوبرا السلطانية مسقط ودار الفنون الموسيقية جسراً معماريًّا خلاّقا. وأوضح الطائي أنَّ الدار تعمل على تزويد هذا الجسر بالتقنية الموسيقية والإضاءة المناسبة بحيث يكون التنقل بين المبنيين مقطوعة موسيقية فريدة بحد ذاتها، مشيرا إلى أن “المسرح الصغير” يوفر فرصة للبروفات وللعروض الصغيرة ولعروض التعليم والعائلة، وسيكون لبنة تضاف لإنجازات الدار في مسيرتها.
وتابع الطائي قائلا: إن العمل جار منذ سنين على بناء المركز الثقافي وتشكيله والذي سيتكون من مكتبة موسيقية للبحوث والعروض الموسيقية، إلى جانب المعارض المؤقتة والدائمة، وبالتالي يكمن الدور الأساسي للمركز في مد جسور المعرفة والتواصل، وهو اللبنة التي ستربط بين العروض الموسيقية والفنية على المسرح وبين التاريخ والثقافة الروحية والعلمية لهذا الجانب الإنساني لمسيرة التنمية الشاملة في السلطنة. وقال إن المركز الثقافي صُمم منذ البداية بأحدث المبتكرات في مجال التقنيات الرقمية للصوت والإضاءة، وستلعب المكتبة الموسيقية دوراً مهما في أرشفة وتوثيق البرامج المقدمة على مسرحي الدار، وستكون مرجعاً علميًّا وتاريخيًّا وأكاديميًّا لهذه العروض وأهميتها. كما ستوفر المكتبة مساحات للدراسات الموسيقية المتعمقة على كل الأصعدة، لكنها ستكون ملتقى حيويًّا للباحثين في مجال علم الموسيقى وعلم الموسيقى المقارن، ومن المؤمل أن تشتمل في المستقبل القريب على المحاضرات والمؤتمرات والملتقيات وورش العمل للفرق الزائرة. وتابع أن المركز سيحتوي على قاعات متعددة للمعارض في الطابقين الأول والثاني، تنقسم إلى قاعات مؤقته وقاعات دائمة، والقاعات المؤقتة ستوفر أنشطة على مدار العام من أجل إثراء العروض والبرامج المقدمة في دارالأوبرا السلطانية مسقط ودار الفنون الموسيقية، وهي أيضاً مساحات راقية للإيجار من أجل تحقيق عائد مالي لدعم مسيرة النماء في الدار.
ومضى الطائي قائلا: إنَّ افتتاح دار الفنون الموسيقية واكب تدشين معرض “فيكتوريا وألبرت.. 400 عام من الإثراء الأوبرالي”، والذي مثّل نقلة نوعية في ماهيّة المعارض التي تُقدم على مستوى السلطنة؛ حيث تم عرض 5 محطات عالمية للأوبرا منذ ولادتها في إيطاليا في أوائل القرن السابع عشر وانتهاء بدار الأوبرا السلطانية مسقط في 2011م. وبين أن أهمية المعرض الذي حضره آلاف الزائرين على مدى شهرين، برزت في احتضانه لمقتنيات ومجسمات وآلات موسيقية ومخطوطات نادرة عُرضت لأول مرة في المنطقة.
وتابع: توجُّهنا لم يكن مقصوراً على عرض الفنون والمحطات العالمية، ولكن سعينا أيضاً لربطها بتاريخنا وإنجازاتنا المباركة فقمنا بإضافة “مسقط” كمحطة أخيرة في مسيرة الأوبرا بتقديم عرض أوبرا “توراندوت” من إخراج المبدع الراحل فرانكو زيفيريللي في مسقط في العام 2011م، باعتبارها محطة مهمة في مسيرة التاريخ الفني والمسرحي العالمي”. وكشف أن المعرض الدائم في الطابق الثاني من المركز سيشتمل على إضافة نوعية للمعارض الموسيقية في السلطنة، وسيحتوي على رحلة فنية في عوالم علم الموسيقى متنقلاً بين التشويق والاستمتاع بين الغوص والتفاعل الموسيقي مع العروض. وزاد قائلا: ستأخذنا الرحلة من الفنون العُمانية إلى العربية والعالمية في سرد شيق، ونأمل أن تضيف محطة مهمة للزائرين من داخل السلطنة وخارجها، لتوثيق معالم نهضتنا المبارك ة وتاريخنا التليد.