كتابة: بدوان شحميني
تعرف طرابلس بأنها من اكثر المدن الواقعة على البحر الابيض المتوسط انفتاحًا، وبفضل طابعها الديني الاسلامي وبغياب مساحة التعصب فيها، فهذا ما يجعلها مقصد للسياحة الداخلية والخارجية خلال شهر رمضان.
وكما قال الشاعر ذات يوم:
“أنا طرابلس الحرّة، أنا الفيحاء،
وجميعكم عبيد آهاتي”
وجميعنا اليوم، من مختلف مناطق لبنان، من مختلف الخلفيات والعقائد وحتى الأديان، وجهتنا واحدة وهي طرابلس.
وفي تفاصيل الموضوع، ورغم الاوضاع الاقتصادية والصحية التي تجبرنا ان نبقى في المنازل، الا ان طرابلس تأبى ان تقفل ابوابها، ونحن نرفض ان نراها مضيئة دون زيارتها، وبالأخص المقاهي التي تعج بالزوار وذاك الضجيج الذي اشتقنا سماعه.
وعلى سبيل المثال، مطعم ومقهى “ليلك” الذي يعتبر من أشهر المطاعم في طرابلس وأهمّها لموقعه الفريد في وسط شارع المطاعم، ولجلسته المميزة والمريحة لمختلف العملاء، وطبعًا لخدمته ونوعية الطعام الذي يقدمه كأهم معيار.
“ليلك” لصاحبه سيرج الصمد يعبر عنه قائلًا:
“هذا المقهى هو منزل كل شخص يختار ان يزوره” مضيفًا “رغم الحجوزات المكتملة يوميًا لدينا، أحرص وفريق عملي دومًا ان نجد مكانًا للاشخاص القادمين ونرفض ان يعود اي شخص يقصدنا، خائبًا من الباب”.
وعن نوعية الخدمة يقول:” فريقنا مدرب على أهم مستويات الخدمة، وكل موظف لدينا همّه ان يبقى الزبون مبتسمًا على مدار الوقت وحتى اللحظة الذي يترك فيها المطعم، لا مكان لدينا للمشاكل، ونقبل كل التعليقات لتحسين مستوى الخدمة”.
هذا التصريح وغيره قد يغير من صورة طرابلس المرسومة في العقول الغريبة او التي شوّهها بعض المستفيدين من الموضوع، ويعيدنا بالذاكرة الى طرابلس الحياة، الى المنازل التي تعجّ بالنبض والآمان الى نجمة رمضان عندما هلّ هلاله ايمانًا.
طرابلس الفيحاء، وهل هناك مكان أحق أن نزوره في رمضان؟ هذا الشهر الفضيل الذي يجبرك ان تعيشه لجمال أجواءه.
