لطالما كان سرد النِكات والنوادر احد اهم وسائل التعبير الشعبي لما يشعر به الإنسان في بيئته و محيطه تجاه شيئ ما، فكانت فناً لطيفا يلامس جميع الناس على اختلافهم ذوقاً و رِفعة و ثقافة و لهجة. إنّها، كالأمثال الشعبيّة، ترسم معالم في هوية المرء بين الذاكرة والخيال عن بلدة أو مدينة أو حتى فكرة أو حدث.
مهما قلّت الضحكات لما نعيشه من شدائد، تبقى حاجة جسديّة ونفسيّة واجتماعية ملحة للانسان في كل الأزمنة ولا سيّما الصعبة منها. ولإشاعة بيئة خجولة من الترفيه و اعادة ما قد نُسيَ في مجتمعنا من روح التواصل الفعّال اللا-إفتراضي بين الشباب و لخلق مساحة للهروب من الواقع، أقام الدكتور خالد غطاس في الورشة سهرة خصصت تماما لسرد النِكات والنوادر . إذ اعتبرها رواد الورشة محاولة بسيطة للخروج من الفردية التي تحيط بنا من جميع جوانب حياتنا، في زمان تحولت فيه حتى النكتة إلى نص مكتوب يتم نشره عبر مواقع التّواصل الإجتماعي ويقرأها الفرد بصوته داخل رأسه ويبتسم منفردا، ان ابتسم، وتمر مرور الكرام دون أثر إجتماعيٍ يذكر، ودون صداقة تبنى، ودون ثقة تتداول بين الراوي والحضور.