لا يمكن أن تمر مشاهدتنا لمارسيل جبور في دورين متزامنين في مسلسليّ “ما فيي” و”بردانة أنا” مرور الكرام.فهي الممثلة المبدعة وصاحبة الإبتسامة السحرية والقلب المتواضع والأداء الرائع، التي دخلت قلوب المشاهدين صغاراً وكباراً، من “مدام سكاكيني” في “حبيب ميرا”، الى “وديعة” في “مش أنا”، و”إم سامر” في “ما فيي”، وأخيراً وليس آخراً نراها تلمع اليوم بدور”منى” في “بردانة أنا” الذي يعرض بجزئه الثاني طيلة شهر رمضان المبارك على الـ”MTV”.
خصّت الممثلة مارسيل جبور “الديار” بلقاء مميز وكان لنا معها حديث من القلب للقلب كما عوّدتنا دائماً.
“إم سامر” لا تشبهني
اعتبرت مارسيل أن مشاركتها في مسلسل “ما فيي 2” هي رمزية كون دور “إم سامر” لم يكن دوراً أساسياً، وتقول:” وافقت على تأدية هذا الدور كوني أحب العمل مع المخرجة رشا شربتجي، ومع أسرة المسلسل بشكل عام”. وتابعت:”كما أن شخصية “إم سامر” لا تشبهني، فتفاصيل حياتها مجهولة بالنسبة للمُشاهد، ولم نراها مع عائلتها أو أولادها وكلمتها ليست مسموعة لديهم”.
لذلك اعتبرت جبور هذه الشخصية لقاء أو زيارة فنية، وهنا استحضرت ذكرى الراحل جلال خوري وهو العطاء المتجسد برجل، والتي كانت تزوره برفقة جورج قاصوف الذي ظُلم ولم يأخذ حقه، خلال تصوير مسلسل ” أوتيل باراديسو” عندما قال لها جلال:”جيتي بوقتِك، بدك تمثلي دور فتاة تونسية”.وهكذا كان ومثَّلَت الدور دون أي تحضير أو تخطيط. وأعلنت:”أرى أن دور”إم سامر” شبيه لذلك الدور أي أنه سريع ولا يعطيني المساحة التي أطمح إليها”.
“هذا الدور حقيقي بكل ما للكلمة من معنى”
أما بالنسبة لدورها في “بردانة أنا”، اعتبرت مارسيل أنه دور جميل جداً، وبالرغم من أن الكاتبة المحترفة كلوديا مرشيليان أعطته مساحة كبيرة من ناحية الكتابة، إلا أنه ظُلمَ من الناحية الإخراجية. وتأسفت قائلةً:”حين أشاهد المسلسل لا أرى أن الدور قد ظهر بالشكل الذي يستحقه، لكنني أحببت الدور وظهوري بصورة الأم الحقيقية وبهذا الشكل الطبيعي لا سيّما من ناحية المظهر والماكياج والشعر والثياب وكل ما يمثّل العائلة الفقيرة، فكان دوراً حقيقياً بكل ما للكلمة من معنى.”
“لا يحاولون استكشاف مواهب لم تأخذ حقها بعد”
ولدى سؤالها عمّا اذا كانت راضية بالأدوار التي تُعرَض عليها، أجابت:” أنا لست متطلّبة، إنما أمتلك فنياً قدرات كبيرة لكنني لم أُعطَ المساحة الكافية التي تظهر قدراتي التمثيلية”. وشددت:”هنا يمكننا التكلّم عن الظلم الواقع في الوسط الفني، اذ أن المخرجين لا يحاولون المبادرة لإكتشاف أمور جديدة في الممثل لم تأخذ حقها بعد كما يجب، أو لإستكشاف مواهب لم تظهر بعد”. وتابعت:”أودّ التذكير أن عدداً كبيراً من نجوم الشاشة العربية بدأوا حياتهم المهنية كممثلي كومبارس كعادل إمام مثلاً، الى أن اكتشفهم المخرجون وانتقلوا لمرحلة النجومية.”
“ازدياد في الطلب وتدنٍّ في العرض”
وعن الخيارات الموجودة أمام الممثل لناحية اختيار أدواره في المسلسلات التي يتم تصويرها، أكّدت جبور أنها لا تختار أدوارها، “بل أقبل بها لأظهر قدراتي أمام الكاميرا، فغالباً ما نجد أنه ليس لدينا مجال للأختيار كون الأدوار محدودة في ظلّ الواقع الذي نعيشه من ناحية الإنتاج إذ أننا أمام ازدياد في الطلب وتدنٍّ في العرض.”
وعن تناغمها مع ممثلين معينين وتفضيلها العمل معهم، كشفت أنها ارتاحت بأدوارها وشعرت بانسجام كبير مع جورج دياب في “ما فيي”، وجوزف عبود في “بردانة أنا”، كما شكّلت ثنائياً مميزاً مع بيار شمعون في مسلسل “مدام سكاكيني”.
ومن بين الممثلات التي رأت أنها تشعر بتفاهم وتناغم كبيرين معهنّ، اختارت الممثلة لما مرعشلي لا سيما بعد تجربتها معها في مسلسل “مش أنا” بدورَيّ “جميلة” و”وديعة”.
“ما حدا بيعرف بكرا شو مخبّالو”
في سياق الحوار، وبالنسبة لِمشاريعها المستقبلية، أعلنت مارسيل أن كلّ المشاريع متوقفة حالياً، فبينما كان العمل جارٍ لتصوير ثلاث مسلسلات في العام ٢٠٢٠، توقّفت كل التحضيرات بسبب الأزمة التي نمرّ بها في لبنان، على أمل صدور قرار باستئناف التصوير بعد تجاوز المحنة الراهنة. واعتبرت أنه “في هذا الزمن الصعب أصبحنا نعيش كل يوم بيومه ولا امكانية لتخطيط طويل الأمد، و”ما حدا بيعرف بكرا شو مخبّالو”.”
إنّكِ فعلاً وبشهادة الجميع، مستحقّة!
في سياق آخر، ولدى سؤالها عن يومياتها في الحجر المنزلي، رأت أنه من حسنات هذا الحجر، “تفرُّغنا لشغل البيت، فأصبح وقتنا لبيتنا وعائلتنا”.وتمنّت:” أنا أردد دوماً أمام طلابي لا سيما الفتيات منهم، وأعلّمهم أن يحبّوا بيتهم ومطبخهم بكل تفاصيله، فهو مملكة، ويجب أن يحافظوا دوماً على دفء هذه المملكة وهدوئها وجمالها”.
مارسيل جبّور، صاحبة الوجه البشوش المليء بالأمل والحب، أصبحت بطيبتها وأخلاقها وموهبتها محطّ أنظار في كل أدوارها ومسلسلاتها وأثبتت أنها أينما حلت تشكّل عاملاً رئيسياً لنجاح العمل الذي تشارك فيه.
لك منّا كل التقدير والمحبة، على أمل أن تنالي ما تستحقين من مساحات وتقدير، لأنك فعلاً وبشهادة الجميع، مستحقّة!