تيا البارود
تعلو الدراما العربية بثوابتها الفنية و كُتب في السطور الأولى قاعدة برزت و ثُبِّتت في السنوات الماضية و لم يغيرها الزمن و هي كسر جدار المعتاد الذي أصبح من اختصاص النجم يوسف الشريف و اعادة بنائه ملعب المؤلفة انجي علاء و دمجا الأسلوبين لنقل رؤية مجهرية مستقبلية تنص على قوة خطرة متوعدة يتخللها تمرد و ثورة في مسلسل “كوفيد 25”.
خوض مثل هذه الخطوة الدرامية المهمة التي تسير على أفق تطوير جودة الأعمال المعروضة على الشاشة العربية و محاورة المُشاهِد بلغة المستقبل يحتاج لإدراك علمي و وعي عملي و مسؤولية تحديدا لكتابة حالة اجتماعية حساسة و خطرة مشابهة للحياة الحالية بخيال حر و هو ما تتمتع به انجي علاء و انعكس في العمل بحيث أبقت على قدر كبير من التفاصيل الطبيعية بين القدر الأكبر من الرمزية في الشخصيات و الاحداث المتمحورة على نهضة الفزع.
على أسس علمية وظّفت انجي علاء مسار الأحداث بسياق اجتماعي بمنظورها الخاص كوّنت به عالم افتراضي يتماشى مع الفترة الزمنية المستقبلية التي اختارتها و جمعتها بالمعيار الإنساني.
و بَنَت العمل على بنود عديدة أولها أسلوب الحوار الغير كلاسيكي الذي يتنقّل على عدة منحنيات مبيّنة كيف تكون الشخصية المركزية ضحية مجتمع يتوغّله الجهل الحذري و لا سيطرة لهم عليه و وضعت الشخصيات ضمن صورة مركّبة تحت سقف تفكّك الإدراك، إضافة إلى الأهمية النفسيّة و هي إحدى أهم عناصر العمل ظهورا خلال الأحداث التعبيريّة المتنقّلة و المجبولة بأحاسيس العزلة و الخيبة و الإرهاق النفسي و الفكري مع قوة الإرادة.
لا ينتمي العمل للخيال العلمي على قدر قربه من الواقع الإجتماعي بصيغة الخيال، لكن المضمون الفكري الذي يضع خطوط عديدة و عريضة تحت الحماية و الوقاية المجتمعية في ظل وجود دوائر الخطر الحاضرة دائما في كل وقت و حين و التأكيد الزائد على الأساليب المستخدمة للانتباه على التفاصيل بسبب طبيعتها الافتراضية.