تيا البارود
تختار الادوار أصحابها و يقوم الفنان بوزن الشخصيات بثقل موهبته و هذا ما اعتاد الجمهور رؤيته من الفنانة كارمن لبّس و هذا ما سعت لتقديمه في مشوارها، شخصيات مركّبة، صعبة الوصف، سهلة الوصول و لا زالت هذه الشخصيات تكتمل ابداعيا تحت رايتها و تشكّل صدمة للمشاهدين في كل عمل تشارك فيه كارمن لبّس.
بمسارين مختلفين جمعت كارمن “رسميّة”، شخصية واحدة تتخذ كل الأساليب و تسلك جميع الطرق بتشعّب تعاملي يتأرجح بين درجات القسوة ولا يعني ذلك التجرد من المشاعر بشكل كامل ولكن لكل منهم مكانه و زمانه و يتبقى القاسم المشترك و هو الغموض في كل حالاتها.
و بكل تداخلاتها فهي شخصية جدلية حيث خلقت حالة من الجدل بين المشاهدين و تساؤلات عديدة حول تصرفاتها المريبة و المعقدة و المسار المؤذي في العمل و من الملفت التغيير السريع في مزاج الشخصية في المشاهد نفسها التي وضّحت كارمن خلالها النزاعات الداخلية المربوطة بماضيها و موصولة بحاضرها.
فالحاضر نتاج الماضي مما جعل نقيض الشخصية في ذات الشخصية و جعلتها شخصية ازدواجية فالهدوء الداخلي يصف نصف “رسمية” و اللهجة المسعورة و الحادة خارجيا النصف الآخر و هو ما دمجته كارمن لرسم شخصية رسمية مثقّلة بالملامح الخارجية المميزة كان أبرزها الحركة الجسدية الخاصة كطريقة المشي و التحرّك و النظرات التعبيرية الانفعالية كما نجحت في الامساك بإيقاع الاحداث ككل.