كتابة تيا البارود
“في لغة الممثل، المعرفة مرادف للشّعور” هذه اللّغة تضبطها جومانا مراد فعند إلتحامها مع شخصيّاتها بمعرفة تبدأ التفصيل لشعورها بخوضها بالأعماق، كما أوصى ستانسلافسكي بالتعايش الكامل للواقعيّة مع الشخصيّة. في دورين هذا العام لا يُشبه أحدهما الآخر بس على العكس لو كلتا الشخصيّتان قابلتا بعض لتخاصمتا، هي الوسيط بين “دميانة” في مسلسل “عملة نادرة” و “مراسي” في مسلسل “بابا المجال” وكأنها تُصافح الملائكة مع الشياطين.
لـ جومانا مراد منظورها الخاص اتّجاه الأداة التمثيليّة المُحرّكة للشخصيّة، فرغم ضلال “مراسي” إستقصت مقامها الخيّر، وعند “دميانة” كرّست أوقات تألق الرّفق لها.
شفافيّة “دميانة” بين سطور عثرات الحياة، بقلب يحصره القَتام وروح يملؤها الصفاء كالسحاب تنتظر كاللؤلؤة التي تنتظر صاحبها الذي يُخرجها إلى النور.
وتنتصر جومانا بـ “مراسي” كأيقونة الفكاهة، مُكتملة الفصول فـجومانا حقّقت المعادلة الصائبة أن تكون مسلّيا قبل كوميديّا، هكذا هي “مراسي” ظهور يطلبه المُشاهد وغياب يُشعره بالفقد.
وهنا تملِك جومانا مراد القدرة على كتابة الشخصيّات كالوشم في الذاكرة.
