رقصت الاشرفية وبيروت في ليل السبت الواقع فيه ١٦ حزيران من العام الجاري على نبض الموسيقى في عيد الموسيقى في ساحة ساسين، ضمن مهرجان “عيش الاشرفية” الذي حضره آلاف الاشخاص.
افتتح وزير شؤون التخطيط في حكومة تصريف الأعمال ميشال فرعون مهرجان “عيش الأشرفية،” الذي أقيم للسنة الثامنة على التوالي بدعم من بلدية بيروت وبتنظيم من جمعية “عيش الأشرفية”، في ساحة ساسين، بحضور النواب عماد واكيم وهاكوب تريزيان وأنطوان بانو، محافط مدينة بيروت القاضي زياد شبيب، رئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت المهندس جمال عيتاني وأعضاء من المجلس البلدي، رئيسة جمعية “عيش الأشرفية” المحامية مايا مطر، مخاتير المنطقة، شخصيات سياسية وثقافية واجتماعية وعدد من الإعلاميين وحشد من اهالي المنطقة وسكانها ووفود من خارجها.
فرعون
بعد النشيد الوطني، ألقى الوزير فرعون كلمة قال فيها: “إن الفرح كبير الليلة لأن هذه الأمسية المميزة من مهرجان عيش الأشرفية تتزامن مع عيد الفطر، فبلدنا مميز والأعياد والقيم المسيحية والإسلامية تعني كل المناطق وجميع اللبنانيين”.
أضاف: “كل سنة، نبدأ بالمهرجان الشعبي المجاني في الأشرفية، وندخل في جو المهرجانات في كل لبنان، في أماكن أثرية وتراثية بهدف إحياء بلدات ومناطق مختلفة. صحيح أن المهرجان هو إشارة إلى أن الأمن مستقر وأن الحياة تنبض، وصحيح أن النبض يظل موجودا والهواجس أيضا وهناك أزمات تخلق تجواء من اليأس، لكن خطر الخضوع للأمر الواقع كبير والاستسلام للفساد والترهيب وشراء الضمائر لمصالح بعيدة عن المصلحة العامة كلفتها أكبر بكثير. ولذا، يجب أن يظل هناك حوار ونبض حياة قوي عبر إقامة نشاطات فنية وثقافية وتراثية، ومن خلال إيمان قوي وتمسك بكل القيم الحضارية التي تميزنا وتجعلنا لا نتنازل عن حقوقنا، وتدفعنا إلى أن نتطلع إلى الأعلى، وتذكرنا برسالتنا في هذه المنطقة والعالم”.
وتابع: “إن كل مهرجان يسلط الضوء على منطقة وعلى الفرص الموجودة فيها وعلى حاجاتها الإنمائية والأمنية والاقتصادية والثقافية. وفي منطقة الأشرفية هناك حركة وحضارة وفرص، لكن حاجاتنا أيضا كبيرة، لا سيما أن ثمة مشاريع كثيرة قد تأخرت، ولكن للمرة الأولى يمكننا القول إنه بفضل العمل الكبير المشترك الذي قامت به في السنة الأخيرة بلدية بيروت وسعادة المحافظ زياد شبيب ورئيس المجلس البلدي والأعضاء وجميع المسؤولين، فإن المشاريع بدأت وأصبحت جاهزة للتنفيذ في الأشهر المقبلة، وسنتابعها كلنا”.
وأردف: “إن جمعية عيش الأشرفية أرادت هذه السنة ان تركز على الإنماء، والمطلوب من البلدية أكثر في منطقة يعيش فيها مئات الآلاف ويمرون بها”.
وهنأ القيمين وفريق عيش الأشرفية على كل ما يبذلونه وهذا المهرجان السنوي الذي ينظمونه، لافتا إلى “أن الصيغة الجديدة هذه السنة هي الإلتزام بقضايا المنطقة، إذ من غير المسموح أن نضحي بأي عمل يفيد الأشرفية وأهلها أو يخدم بيروت ولبنان”.
عيتاني
أما عيتاني فقال: “مساء بيروت والأشرفية، بيروت القريبة من قلوبنا جميعا، ونحلم بتطويرها، ومن أجل ذلك نعمل يدا بيد معكم”.
وأشار إلى أن “المشاريع الكثيرة، التي يقوم بها المجلس البلدي يدا بيد، بالتعاون مع محافظ المدينة القاضي زياد شبيب ليست حلما، إنما بدأ العمل على تنفيذها كلها”، لافتا إلى أن “المشروع الأهم هو جذب الاستثمار الأجنبي إلى المدينة”، وقال: “إن البلدية لا تنفق الأموال التي في حوزتها. لقد تمكنا من جذب استثمار أجنبي للمشاريع الكبيرة بملايين الدولارات. أما الاستثمار الكبير فهو الاستثمار المناطقي الذي نقوم به في الأشرفية ونطلق فيه السياحة لبيروت 2018 وللبنان أيضا، فبيروت هي انطلاقة لاحتفالات كل لبنان، وهذا الاستثمار هو بالتعاون مع سكان المنطقة وجمعياتها وتجارها”.
أضاف: “يحاول الكثير تيئيسنا والقول إن عجلة البلد لا تسير على ما يرام وإن الوضع ليس جيدا، لكننا سنجتاز المرحلة الصعبة من خلال نضالنا سويا، فإذا ما استثمرت البلدية استثمارات مجدية ومنتجة فإنها تخلق فرص عمل لكل المواطنين والتجار. وبذلك، تعود بيروت بإذن الله نجمة في سماء لبنان”.
تكريم شعيا
بعد ذلك، كرمت جمعية “عيش الأشرفية” البطل اللبناني مكسيم شعيا، الذي القى كلمة شكر فيها كل من نظم هذا الاحتفال، وقال: “إن أغلبيتكم تعرفونني من خلال تسلق الجبال وعبور المحيطات، ولكن ما لا تعرفونه أني ولدت وتربيت هنا في الأشرفية، وكلما سافرت وحققت إنجازا عدت إلى الأشرفية، وكلما سافرت كلما تأكدت أن هذا البلد فريد ومميز”.
أضاف: “أنصح الجيل الجديد بألا يخاف من أن يتحد مع نفسه لتحقيق كل طموحاته وأحلامه، ولكن لا ينسى بلده لبنان، بل أن يعود إلى بلدته التي حضنته، مثلما حضنتني الأشرفية”.
شبيب
وألقى محافظ بيروت القاضي زياد شبيب كلمة شكر فيها ل”جمعية عيش الأشرفية جهودها التي تبذلها وقدرتها على جمع الناس للعيش بفرح وإتاحتها الفرصة للجميع للتلاقي مجددا في هذا الاحتفال المميز”، وقال: “إن عيش الأشرفية هي شكلا ومضمونا دعوة متجددة إلى الحياة في مدينة قابلة للحياة”.
أضاف: “ثمة مشاريع عدة نفذت في بيروت، وهي باكورة الجهود الجدية التي يبذلها المجلس البلدي في مسيرة إنماء بيروت، وعلى رأسه جمال عيتاني وكل أعضائه، بالتعاون مع النواب السابقين والحاليين”.
وتطرق إلى الجولة التي كان قد بدأها قبل الإنتخابات النيابية سيرا على الأقدام في شوارع بيروت، واعدا باستكمالها، مطالبا الأهالي ب”ملاقاته من دون تردد في جولاته للاطلاع على متطلباتهم عن كثب”.
أضاف: “إن هدفنا من خلال كل جهد نبذله، وكل مشروع ننفذه، تسهيل حياتكم اليومية، لأن المدينة القابلة للعيش، عيش الأشرفية وعيش كل بيروت، هي المدينة القابلة للحياة، للإنسان، للمشاة، للمؤسسات، للتجارة، للسكن والحياة اليومية، لا للسيارات”.
الفنانون
يشار إلى أن المهرجان أحياه ١٠ من أهم نجوم لبنان بقيادة المايسترو ايلي العليا، وكانت البداية مع النجم اللبناني ناجي الأسطا الذي أدى بعضا من أغانيه، ومنها أغنية “رح ترجعي”.
اما الفنانة دينا حايك، فغنّت “كتبتلك”. كما غنّت جديدها “عم دوب”، ليعتلي المسرح بعدها الفنان غسّان الرحباني الذي أدى اغنية “يا لبنانية”،”وصارت سنة الالفين”.
من جهته، غنى الفنان مايك ماسي للحب وللسلام، وقدم أغنيته “يا زمان”، ثم اغنية “يا وردة في خيالي”، وانهى بأغنية “يا عاشقة الورد”.
اما الفنانة حنين فأدت اجمل الأغاني التراثية، كمّا غنّت “علّي صوتك”.
وبدوره، غنى الفنان زياد برجي أغنية “شو حلو”. كما غنّى “حبيبي وينو” وغيرها، ليعتلي المسرح بعده الفنان زين العمر الذي غنّى “آخر غرام”. كما غنى التراث “فيّا قنديلك فيّا”.
ثم دخلت الفنانة “شيراز” بأغنية “شو بعمل بهالقلب، ثم “كيف بدك عني تغيب”.
ومن بعدها كان دور ابن الاشرفية، الفنان يوري مرقدي، الذي غنّى”هذا رقم هاتفي” و”عربي أنا”.
أما الختام، فكان مع النجمة نوال الزغبي التي غنّت باقة من أجمل أغنياتها “كراميل”، “بالقلب”، “مين حبيبي انا”، “روحي يا روحي” وغيرها.
مؤتمر صحافي
وكان سبق الافتتاح مؤتمر صحافي لمنظمي المهرجان وداعميه تحدثت فيه المحامية مطر والوزير فرعون وعيتاني.
وتحدثت مطر قالت: “إن مهرجان عيش الأشرفية شهد للمرة الأولى مشاركة عشر فنانين، فالاختيار كان صعبا، لكن إقبال الفنانين الذين رحبوا بالفكرة أعطانا الدفع اللازم لإكمال هذه الفكرة”.
ورحبت بالوزير فرعون راعي المهرجان وعيتاني، لافتة إلى أن “بلدية بيروت هي الشريكة للمهرجان هذه السنة”.
أما عيتاني فقال: “نجتمع كلنا الليلة لنفرح سويا ونظهر للناس أن بيروت هي مكان للفرح والسعادة، فهل هناك أفضل من الأشرفية لعيش هذا المهرجان؟ لا سيما أن مع هذا المهرجان، تنطلق المهرجانات الصيفية”.
من جهته، تحدث الوزير فرعون عن أن “هذه السنة يصادف مهرجان عيد الأشرفية مع عيد الفطر”، لافتا إلى أنها “السنة الثامنة للمهرجان، ولجمعية عيش الأشرفية نشاطات مختلفة، متطرقا إلى أهمية “هذا المهرجان ودوره في تسليط الضوء على منطقة الأشرفية. كما أنه يشكل انطلاقة لمهرجانات كل لبنان”.
كتابة بدوان شحميني