تيا البارود
تتحدّث عائشة بن أحمد بلغة الإمكانيّات قبل أي تعبير، تكيل ميزان الحركة المنغّمة مع السكون الناطق لتُخرِج تصوّرات وليدة الحوار مع الأفكار، انه لمن الصّعب الخروج من تابوت التنميط في قصص الحب لكن الامكانيات التجسيديّة المكتسبة لدى عائشة بن أحمد جعلتها تتحرّر منه لتكتب هي الفصل النابض في فيلم “ريتسا”.
المقصد أساس العبرة وللتشكيل أدوات متناظرة، “ريتسا” و “مانويلا” وجهان لعملة البساطة والتوهّج المرِن للحب لكن بمراعاة للزمن المُعطى باعتمادها على نغم الحركة وزخم النبرة الملائمة.
في تقديم عائشة بن أحمد للشخصيتان يبدو التشابه مشعّا تماما كالإختلاف وهي الوجهة الأكثر إشراقا لكلاهما بإجادتها اللعب على المساحات لتحويل الهش إلى قوة، الجدة والحفيدة هل يتّبعان ذات السلوك؟ تجيب كل منهم على حدى بتمديد الحالة الترقّبية فاعتمدت عائشة بن أحمد على المؤثرات الحيّة لتوزيع الضوء والظل على العلاقات المتجّهة في مرمى حكم خلاصتها.
عاملان تربّعا على قمّة التجسيد أدلت بهم عائشة للتثبيت والتأكيد، الإحساس بعالم الحقيقة العاطفيّة والتأمل في الفكرة والمفهوم الذي ينمّي الموقف الدرامي بالموجب تحت بند قدسيّة المشاعر فبرعت في صوغ العبارة البلاغيّة المرئية والمخفيّة فتقتنص المقصد قبل أن تشد الكلمة وثاقها لتُبهمها كجوهر درامي للمادة المُقدّمة.
