كتابة تيا البارود
مع كل عمل جديد تقدّمه النّجمة رانيا منصور تُظهر امكانيات و قدرات غير معهودة و تجعل المُشاهد يندهش بتلقائية من أدائها و تمكّنها من اتقانها لأدوارها بدقّة و ينفعل المُشاهد اتجاه الشخصيّة من كره لاستفزاز لاشمئزاز و غيرها و هذا دليل على اهتمامها بتفاصيل الشخصيّة التي تؤدّيها.
اختلفت موازين الشخصيّة و الأداء معا هذه المرة، فتُقدّم رانيا منصور شخصيّة جديدة في غاية الواقعيّة بأداء عالي و تمكُّن كبير من التحكّم في تحرّكاتها و استخدمت كل حواسها التمثيليّة لتصِل شخصية “آية” للجمهور كما يجب.
فقد جسّدت رانيا من خلال شخصيّة آية قصة حقيقيّة تعيش بيننا و روتها بطريقتها الخاصّة عبر أدائها المُعبّر، و هي شخصيّة تعاني من قلّة اهتمام من حولها بينما هي الأكثر حاجة لقدر كبير من الإهتمام بسبب وضعها الصحّي و تبحث عنه في كل محادثاتها مع الناس بين الكلمات و الشعور لكن في كل مرة تُصاب بالإحباط لعدم تلقّيها ما تنتظره حتى فقدت الأمل في أن تجد من يشعر بها و بما تمرّ به فقرّرت التزام الهدوء و عدم الفصح بمرضها الخبيث.
لكن هذا الهدوء لم يدوم و تحوّل لنار مشتعلة أخرجت عبرها طاقة غضب بتعابير صعبة الأداء و لم يكن باستطاعة أحد غيرها أن يخرجها بهذه الطريقة الملائمة.
عمِلت رانيا على الشخصية بمبدأين الأول الهدوء ما قبل العاصفة فمنذ بداية مشاهدها و هي ملتزمة الهدوء فمزجت ابتسامتها بحزن كبير و تخلّلت أحاديها حالة من الأسى و مع الوقت فجّرت غضبها برزانة و عصفت في وجه اهمال زوجها و الثاني مبدأ الصمت الإنفعالي لأنها حتى في صمتها أظهرت انفعالاتها بكل شفافيّة و احترافيّة بمهارة غير مسبوقة.
شخصيّة آية ليست فقط إضافة لمسيرة رانيا منصور بل هي إضافة للدراما العربيّة لواقعيّتها و أسلوب طرحها و تمكّنت رانيا من إضفاء لمساتها عليها و جعلتها فريدة بامكانيّاتها لتخلُد للأبد.