كتابة تيا رائد البارود
قوّة حضور كبيرة تفرضها النّجمة نسرين طافش على السّاحة المصريّة حتى أصبح وجودها في الدراما المصريّة مهم بِمشاركتها أهم الأعمال المصريّة مثل ألف ليلة و ليلة و آخرها مسلسل ختم النمر.
و هذا لا يلغي أهميّة وجودها في الدراما السوريّة فقد شاركت فيها ببصمة خاصة بالعديد من الشخصيّات التي تميّزت بأدائها العالي جعل منها صعبة النسيان للمشاهِد مثل شخصيّة هالة في مسلسل جلسات نسائيّة و شخصيّة شوق من مسلسل شوق و الكثير غيرهم.
و مع زيادة حركتها الفنيّة في مصر خلال الفترة الأخيرة طلّت نسرين طافش بشخصيّة جديدة من مسلسل مصري كامل تحت اسم “الوجه الآخر” إلى جانب نخبة من أبرز نجوم مصر و يشاركها البطولة الفنّان ماجد المصري.
قدّمت نسرين شخصيّة سارة في قالب ممتع ينتقل عبر مفاجآت متسلسلة تظهر مع الأحداث و مرور الحلقات و تتعامل معها سارة بِحذر و خطوات بطيئة من دون استعجال حيث تلقى في بداية الأمر صدمة تلقّيها خبر عن استحالة انجابها بعد العلاج المكثّف ثم تلاها صعوبة التخطّي و التأثير مع التغيير الذي يطرأ على حياتها بعدها.
و في تجسيدها هذه الشخصيّة كسيّدة أعمال تقِف الحياة عكسها و تتعرّض للكثير من الصعوبات تبدأ بمعرفة عقرها ثم فقدان أباها ثم تتلّقى طعنة الخيانة من أقرب الناس إليها و هو الأمر الذي يجعلها تنسى صدمتها الأولى و مواجهة حالة الشك نحو زوجها بهدوء فهي تتمتّع بقدر كبير من الذكاء و القوّة معا لذا ما برز من طيّات الشخصيّة هو تملّك القوّة و محاولتها تخطّي كل ما تمرّ به بمسؤوليّة.
مع كل مشهد لنسرين طافش يلاحظ المشاهِد سلاسة التعبير و الأداء الذي يكون خلفه مجهود كبير ليظهر بشكل سهل و تلتقطه عين الجمهور بخفّة فدائما ما يكون أدائها تحت مبدأ السهل الممتنع الذي يصعب تأديته لكن انعكاسه يُظهر العكس إلى جانب اتخاذها لغة العيون كلغة أساسيّة فقد تختصر في الكثير من المشاهد تعبيرات كثيرة و تستبدل النظرة بكلمة أو حتى جملة و يفهمها المشاهِد حتماً من دون عناء.