عشرون عاماً من النَّجاح، التميُّز و التَّجدُّد، في خلالِها استطاعت إليسا خَلق حالة فنيَّة فريدة غير مسبوقة و تربَّعت على عرش الإحساس و حافظَت على مكانَتِها القيّمة و علَت حتّى وَصلت بِروائعها لِقلوب النّاس في كل أنحاء العالم.
غالباً في بداية أي مسيرة فنّية يَصعُب على الفنّان وضع قبول له في الجمهور، لكن إليسا تمكَّنت من فرض نفسِها على السّاحة و الجمهور بقوّة بِصوتها و حضورها المُختلفين مُنذ أول ظهور لها و إلى الآن تُعتَبر من أكثر الفنّانات عربياً ذوي القاعدة الجماهيريّة الكبيرة، رُغم الإنتقادات التي وُجِّهت لِإليسا في البدايات و تحديداً في أغنية و كليب بدّي دوب بسبب “الشرشف” ضمن الكليب و هذه الأغنية التي حقِّقت انتشار واسعاً منذ صدورها إلى وقتنا هذا،إلا أن إليسا لم تهزَّها هذه الانتقادات بل استمرَّت بِبَريق أكثر.
لم تُبرز إليسا نفسها للجمهور كَفنَّانة فقط، بل كإنسانة مُفعمة بِروح المُساعدة و الحياة فأطلقت عدّة مبادرات إنسانيّة و عالَجت قضايا يُعاني منها المُجتمع كالتنمُّر و أقامت مؤتمرات تحدَّثت من خلالِهم عن تجربتها و تخطيّها للمرحلة بسلام و ثقة كبيرة في النّفس و قدَّمت حوار توعوي عن كيفيّة تخطّي الحالة النفسيّة للتنمّر و طريقة استمداد القوّة لمواجهة أي تعليق يسيء لِذاتك إلى جانب عدّة مؤتمرات للتّوعية للوقاية من الأمراض لِما مرّت به من ظروف صحيّة صعبة في السنوات الأخيرة و تخطّته بما تملِكه من قوّة و إيمان و محبّة كبيرة من حولها في حين عُيِّنت سفيرة لحملة للتّوعية عن سرطان الثدي في لبنان.
لم تَخَف إليسا من إظهار انتمائها الدّيني و الوطني علناً حيث برَزت إليسا بأرائها السّياسيّة التي تنال انتشار كبير فَور نشرها لها و أصبح طرحُها لهذه الآراء مهمّا جدا و مُنتظراً من قِبَل الجميع.
ملِكة الإحساس و اليوم صاحبة رأي لقب جديد يُطلَق على إليسا لأنها صاحبة الرأي دائما في اختياراتها، أعمالها و أرائها، أطلقت إليسا اليوم الألبوم الثّاني عشر في مسيرتها المُمتدة على طوال عشرين عاماً من النجاحات المُبهِرة، تميّز الألبوم باختلافه عن البقيّة لأنه يُعتبر بمثابة تكريم لما قدَّمته إليسا خلال مسيرتها الطويلة حيث تمّ تجديد فيه غلافات الألبومات القديمة بطريقة عصريّة و مُختلِفة و اختلَف الألبوم في مضمونه حيث تضمَّن ألبوم صاحبة رأي 18 أغنية مُنوَّعة و يتناول عدَّة مواضيع مُختلِفة، منذ بدأ الإعلان عنه قبل أيّام و صدور أول أغنية منه “صاحبة رأي” التي لاقت إعجاباً كبيراً و هو مُتصدِّر كل مواقع التّواصل الإجتماعي، و فَور نزوله على تطبيق ديزر أولاً و بعد ساعات قلبلة على يوتيوب على قناة روتانا احتلّ المراتب الأولى على ديزر و الترند الأول على تويتر، رُغم الظروف السّيِّئة التي يمرّ بها العالم تمكّنت إليسا من إبدالها بحالة خاصّة من الفرح.
كتابة تيا رائد البارود