تماشياً مع التزامه بتقديم أحدث التقنيات الطبية، يستضيف المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت (AUBMC)ورشة عمل هي الأولى من نوعها تتمحور حول الرعاية الطبية لمرضى الشفة الأرنبية من تنظيم جمعية “غلوبال سمايل”. وتحت عنوان “التعليم من أجل الرعاية المستدامة لتشوه الشفة الأرنبية”، عقدت ورشة العمل في فندق جفينور في بيروت على مدار ثلاثة أيام من 25 إلى 27 نيسان الجاري، بهدف توفير رعاية شاملة ومستدامة لحديثي الولادة المصابين بتشوه الشفة الأرنبية الذين لا يحصلون على خدمات طبية كافية. كما تصبو هذه الورشة لتعزيز جودة الرعاية الصحّية المتكاملة التي يقدمها الجرّاحون، والممرضون وأخصائيو أمراض النطق في المنطقة من خلال اعتماد نهج فريق العمل الواحد الذي يضم أخصّائيين من عدة إختصاصات.
يذكر أن ورشة العمل هي ثمرة تعاون بين المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت ومركز كليفلاند كلينيك، وجمعية “غلوبال سمايل” في الولايات المتحدة الأمريكية، وجمعية “غلوبال سمايل” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبدعم من مؤسسة دروزة.
وعلى مدار ثلاثة أيام، قدّم عشرون خبيراً دولياً في هذا المجال بينهم جرّاحين، وأخصائيي أمراض النطق، وممرّضين من أشهر جامعات العالم مثل هارفرد وجامعة نيويورك وغيرها من الجامعات الأميركية والأوروبية، سلسلة متنوعة من الجلسات التي تناولت الموضوع من جوانبه الطبية كافة.
وحول الموضوع، قال الدكتور أسامة حمدان، رئيس جمعية “غلوبال سمايل” ورئيس ورشة العمل الشاملة حول تشوّه الشفة الأرنبية: “تهدف ورشة العمل الشاملة حول تشوّه الشفة الأرنبية إلى تعزيز المهارات وإغناء معلومات المتخصّصين المسجّلين الذين سيقدّمون بدورهم الرعاية اللازمة لآلاف المرضى المصابين بتشوّه الشفة الأرنبية في لبنان،” مضيفاً: “تضمّنت ورشة العمل تدريباً عبر مختبر محاكاة، ما أتاح لمقدّمي الرعاية الصحية لمرضى الشفة الأرنبية فرصة خوض تجربة عملية وفردية لأول مرة في لبنان وتحت إشراف أشهر الخبراء العالميين”.
الشفة الأرنبية والحنك المشقوق هو عبارة عن فتحات أو انشقاقات في الشفة العلوية أو سقف الحلق أو كليهما. وهي ناتجة عن عدم اكتمال بنية الوجه عند الجنين بشكل كامل قبل ولادته. وتعتبر الحالتان من أكثر العيوب الخلقية شيوعاً، تظهر كعيوب معزولة وترتبط أيضاً بالعديد من الحالات الوراثية أو المتلازمات الموروثة. ويمكن من خلال سلسلة من العمليات الجراحية استعادة الوظيفة الطبيعية وتحقيق مظهر طبيعي أكثر مع الحد الأدنى من الندبات لدى معظم الأطفال.(1)
من جهته قال الدكتور غسان أبو ستة، رئيس قسم الجراحة التجميلية والترميمية في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت: “نحن نرى أن جميع مرضى تشوّه الشفة الأرنبية يستحقون الرعاية الصحّية بأفضل المعايير العالمية تماماً كما يقدّمها فريق عملنا المتدرّب في هذا المجال. كما نؤكد أنه يجب تأمين الرعاية الشاملة لمرضى تشوّه الشفة الأرنبية ضمن نهج متكامل يتولى تنفيذه فريق عمل يضم أخصّائيين من عدة تخصّصات. فمهمتنا هي مساعدة المصابين بتشوّه الشفة الأرنبية منذ ولادتهم على الإندماج بشكل أفضل في المجتمع وتمكينهم ليصبحوا أفراد منتجين في بيئة عملهم،” مضيفاً: “تعتبر هذه الورشة منبراً لأطبائنا تمكنهم من التعرف على تقنيات عالمية عالية الجودة في ميدان الرعاية بمرضى الشفة الأرنبية من خلال التفاعل مع جمعية “غلوبال سمايل” التي لها باع طويل في هذا المجال يمتد على مدى 31 سنة من الخبرة.”
تتسبب حالات الشفة الأرنبية والحنك المشقوق بآثار جسدية ونفسية للأطفال المصابين بها إذا لم يتم علاجها. وهما من العيوب الخلقية القحفية الأكثر شيوعاً ونسبتها 1 من كل 400 مولود جديد في لبنان.
