اللقيط اصطلاحا هو الولد الذي لم يعرف أبواه نتيجة تخلصهم منه خشية الفضيحة.

حجيبة ماء العينين

اللقيط اصطلاحا هو الولد الذي لم يعرف أبواه نتيجة تخلصهم منه خشية الفضيحة.

ونحن هذه الأيام كعموم خلق الله على هذا الكوكب، نعيش حالة من القلق والتوتر الذي تتفاوت درجاته بحسب المناطق والأشخاص، وهذا شيء طبيعي في ظل جائحة الكورونا وإن كانت كل المؤشرات والدلائل تشير لتوجه الوضعية الوبائية بالبلاد إلى التحسن شيئا فشيئا، أقول ونحن نعيش هذه الأجواء رصدت أجهزة التعقب والترصد البشرية من رواد العالم الافتراضي محاولة لتهريب (ونحن في زمن الحرب على وباء والتهريب فعل فاضح ومخزي خصوصا في زمن الحروب)، رصدت أعين المتتبعين والمراقبين للشأن العام مسودة قانون عجيب غريب من ناحية المحتوى ومثير للريبة من ناحية توقيت ظهوره وتوقيت محاولة تمريره !

القانون المهرب أو الذي كان معدا للتهريب تحت رقم 22.20 فيه بنود مفصلة بشكل لا ماكياج فيه للرد على حملات كانت قد عرفتها البلاد في وقت مضى حين تمت مقاطعة منتوجات معينة من طرف قسم من المواطنين، وإن كنت شخصيا اعتقد أن جودة وأسعار المنتوجات في أخر المطاف هي من تتحكم في ميولات وأذواق المستهلك فإني أرى من المعيب والقاسي والمجحف أن تطبق غرامات قاسية وأحكام سجنية على أشخاص لمجرد أنهم قرروا عدم استهلاك منتوج تجاري معين إرضاء لصاحب سلطة أو نفوذ !

المقلق في الموضوع أيضا هو ما قيل عن أن ما تم تسريبه من مشروع القانون هو مجرد جزء بسيط من مشروع أكبر فيه بنود إن تم تمرير مسودتها ستكبل الأيدي والارجل، ونحن في مرحلة أزمة والتي من المفترض أن نستغلها لنعيد النظر في الكثير من مقومات البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكي تكون ربما بداية اقلاع حقيقي للمملكة !

وإن كنا قد افتتحنا حديثنا اليوم بالكلام عن اللقطاء وبعض شؤونهم فهذا ليس بالصدفة فقد فعلناه لسببين أساسيين :

إقرأ أيضا :   مصالح الأمن الجزائري تفكك جماعة لدعم ومساندة الإرهاب

الأول وهو أنه وبعد شيوع الخبر عن مسودة القانون سارع الجميع للتبرأ منه، وكذلك فعلت الأحزاب والساسة وكلهم استل لسان الدفاع عن حرية التعبير والدفاع عن شرف القلم والمدونين مع أن الجرأة السياسية كانت تتطلب منهم العكس.

ثانيا وهو السبب الذي يهمني أكثر وهو أن رؤية اللقيط في المنام كما يقول مفسروا الأحلام هي بشارة خير لقوله تعالى ” فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ” وبعدها يقول الله عز وجل “فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ” وأن هذا النوع من الأحلام ربما علامة وإعلان عن قرب ذهاب الهموم والأنكاد وربما في حالتنا هذه آذان لبداية نهاية جائحة كوفيد 19، أعاذنا الله وإياكم منها ومن كل سوء ومن كل قانون مهرب في ظلمة الليل .

تقول آخر المعطيات أن الحكومة تتجه الى تعديل قانون تكميم الأفواه 22.20، أو حتى لو قامت بإلغائه نهائيا، السؤال الذي سيظل عالقا في أذهاننا هو لماذا أصلا يطرح مثل هذا القانون الصادم والسالب للحريات التي لطالما تشدق بها الحزب الذي صاغ هذا القانون العار، لماذا تصر الأحزاب المغربية على تغيير جلدها في كل المناسبات؟ هل نحن كمواطنين ننتخب هؤلاء السياسيين ليكونوا معنا أم ضدنا؟

أحزاب تعين بعضها البعض على ظلم مواطن علق عليها آمالا عريضة لكي تتحدث باسمه وتطالب بحقوقه، وهي أحلام تنتهي في الليلة نفسها التي يتم الاعلان عن نتائج الانتخابات ليجد المواطن نفسه في مواجة من كانوا بالأمس يخطبون وده للتصويت عليهم.

قانون تكميم الافواه هو قانون يضرب بعرض الحائط كل المواثيق الدولية، يجعلنا أمام مسؤولين وسياسيين يضعون مصالحهم وشركاتهم فوق مصلحة الوطن والمواطن.

spot_imgspot_img
[tds_leads title_text="Subscribe" input_placeholder="Email address" btn_horiz_align="content-horiz-center" pp_checkbox="yes" pp_msg="SSd2ZSUyMHJlYWQlMjBhbmQlMjBhY2NlcHQlMjB0aGUlMjAlM0NhJTIwaHJlZiUzRCUyMiUyMyUyMiUzRVByaXZhY3klMjBQb2xpY3klM0MlMkZhJTNFLg==" f_title_font_family="467" f_title_font_size="eyJhbGwiOiIyNCIsInBvcnRyYWl0IjoiMjAiLCJsYW5kc2NhcGUiOiIyMiIsInBob25lIjoiMzAifQ==" f_title_font_line_height="1" f_title_font_weight="700" msg_composer="success" display="column" gap="10" input_padd="eyJhbGwiOiIxNXB4IDEwcHgiLCJsYW5kc2NhcGUiOiIxMnB4IDhweCIsInBvcnRyYWl0IjoiMTBweCA2cHgifQ==" input_border="1" btn_text="I want in" btn_icon_size="eyJsYW5kc2NhcGUiOiIxNyIsInBvcnRyYWl0IjoiMTUifQ==" btn_icon_space="eyJwb3J0cmFpdCI6IjMifQ==" btn_radius="3" input_radius="3" f_msg_font_family="394" f_msg_font_size="eyJhbGwiOiIxMyIsInBvcnRyYWl0IjoiMTEiLCJsYW5kc2NhcGUiOiIxMiJ9" f_msg_font_weight="500" f_msg_font_line_height="1.4" f_input_font_family="394" f_input_font_size="eyJhbGwiOiIxMyIsInBvcnRyYWl0IjoiMTEiLCJsYW5kc2NhcGUiOiIxMiJ9" f_input_font_line_height="1.2" f_btn_font_family="394" f_input_font_weight="500" f_btn_font_size="eyJhbGwiOiIxMyIsImxhbmRzY2FwZSI6IjExIiwicG9ydHJhaXQiOiIxMCJ9" f_btn_font_line_height="1.2" f_btn_font_weight="700" f_pp_font_family="394" f_pp_font_size="eyJhbGwiOiIxMyIsImxhbmRzY2FwZSI6IjEyIiwicG9ydHJhaXQiOiIxMSJ9" f_pp_font_line_height="1.2" pp_check_color="#000000" pp_check_color_a="var(--metro-blue)" pp_check_color_a_h="var(--metro-blue-acc)" f_btn_font_transform="uppercase" tdc_css="eyJhbGwiOnsibWFyZ2luLWJvdHRvbSI6IjYwIiwiZGlzcGxheSI6IiJ9LCJsYW5kc2NhcGUiOnsibWFyZ2luLWJvdHRvbSI6IjUwIiwiZGlzcGxheSI6IiJ9LCJsYW5kc2NhcGVfbWF4X3dpZHRoIjoxMTQwLCJsYW5kc2NhcGVfbWluX3dpZHRoIjoxMDE5LCJwb3J0cmFpdCI6eyJtYXJnaW4tYm90dG9tIjoiNDAiLCJkaXNwbGF5IjoiIn0sInBvcnRyYWl0X21heF93aWR0aCI6MTAxOCwicG9ydHJhaXRfbWluX3dpZHRoIjo3NjgsInBob25lIjp7ImRpc3BsYXkiOiIifSwicGhvbmVfbWF4X3dpZHRoIjo3Njd9" msg_succ_radius="2" btn_bg="var(--metro-blue)" btn_bg_h="var(--metro-blue-acc)" title_space="eyJwb3J0cmFpdCI6IjEyIiwibGFuZHNjYXBlIjoiMTQiLCJhbGwiOiIxOCJ9" msg_space="eyJsYW5kc2NhcGUiOiIwIDAgMTJweCJ9" btn_padd="eyJsYW5kc2NhcGUiOiIxMiIsInBvcnRyYWl0IjoiMTBweCJ9" msg_padd="eyJwb3J0cmFpdCI6IjZweCAxMHB4In0=" f_pp_font_weight="500"]

Related articles

“100 مليون لكل عمل”.. الشّامي 7/7 في عامٍ واحد

"100 مليون لكل عمل".. الشّامي 7/7 في عامٍ واحد! يُواصل...

جوائز “بيلبورد” عربية 2024… “ميوزك إز ماي لايف” تتفوّق بـ19 ترشيحاً!

أطلقت شركة “ميوزك إز ماي لايف” لإدارة أعمال الفنّانين...

تكريم لمياء جمال في مهرجان “عيون للإبداع الفنّيّ” بدورته الـ16‎

في إطار فعاليات مهرجان “عيون للإبداع العربيّ” بنسخته السّادسة...

بين أنجي قصابية وسيلفستر ستالون قصة نجاح وصداقة

تعود علاقة الصداقة بين أخصائية التغذية اللبنانية أنجي قصابية...
spot_imgspot_img