الفارتافار (عيد رش المياه).. إحدى أكثر العطل تفضيلا لدى سكان أرمينيا
ربما سمعنا في بعض بلدان الشرق الأوسط عن يوم يعرف بــ “عيد رش المياه” أو “الرشيش” كما اعتدنا تداولها باللغة العامية. ولكن لهذا اليوم ولهذا العيد طقوس أكثر من غريبة في أرمينيا وتحديدا بالنسبة لسكان العاصمة يريفان. فأينما كنت في مثل هذا اليوم يستحيل أن لا تأخد نصيبك من المياه.
تحيي أرمينيا اليوم الأحد عيد الفارتافار، إحدى أهم الأعياد الوطنية والدينية معا في أرمينيا والقادمة من العصور الوثنية والتي أضيف إليها الطابع الديني المسحي فيما بعد.
الفارتافار عيد تقليدي دأب الشعب الأرمني على المحافظة عليه منذ أيام النبي نوح عليه السلام وهو يرمز إلى الحياة بعد الطوفان.
مسيحيا يرمز هذا العيد إلى تجلي الرب يسوع المسيح بعد 98 يوما من عيد الفصح المجيد في حين أنه وثنيا مرتبط بآلهة الماء والجمال والحب والخصوبة “آستغيك”، حيث كانت تصاحب مراسم الاحتفال رفع الورود للآلهة ولذلك سميت بالـ فارتافار أي رفع الورود عاليا.
بعد اعتناق الأرمن للمسيحية سنة 301 للميلاد أعادت الكنيسة الأرمنية إحياء هذا العيد مع ربطه بالسيد المسيح حفاظا على التقاليد الأرمنية القديمة من جهة وتعميقا للإمان المسيحي لدى الشعب من جهة أخرى.
وخلال العيد هذا يسمح للناس كبارا وصغارا في مختلف مناطق أرمينيا كما في مناطق تواجد أبناء الجاليات الأرمنية في الخارج برش المياه على بعضهم البعض. أما في العاصمة الأرمنية يريفان فللفارتافار طقوسها الخاصة حيث يستحيل أن تجد من لا يمارسها .. كبارا وصغارا، بل وتقوم الدولة بتجهيز حافلات خاصة لرش المياه في جميع شوارع العاصمة.