أضافت النّجمة أمل عرفة نجاح جديد لرصيدها الفنّي بشخصيّة جديدة تركت أثراً على المشاهد تنضمّ إلى شخصيّاتها المميزة في مسيرة امتدّت إلى ما يقارب الثلاثين عاماً و أبرز تلك الشخصيّات “عشتار” من مسلسل عشتار، “غادة” في مسلسل غزلان في غابة الذئاب، “منيرة” في مسلسل أسعد الورّاق و الشخصيّة الكوميديّة الشهيرة “دنيا” و أيضا الكثير من الشخصيّات التي لا تُنسى.
حيث شاركت أمل عرفة في بطولة مسلسل شارع شيكاغو بشخصيّة فريدة تتمتّع بمواصفات و معايير محدّدة و تعبيرات مختلفة و جديدة و هي شخصيّة “سماهر” و بالرغم من عدم ظهورها المكثّف في المسلسل إلا أن وجودها استطاع اضافة الكثير للسياق الدرامي و الأحداث خلال حلقات المسلسل.
عمِلت أمل عرفة على تفاصيل شخصيّة سماهر بدقّة لتنجح في إيصال ما مرّت به الشخصيّة من ظروف ليست بالهيّنة و كل حاجز عبرته بصعوبة لتصل إلى ما هي عليه الآن فتاة ملاهي ليليّة تعمل في مرقص للسهرات لا تأبه لكلام الناس، تجرّدت من مشاعرها اتجاه من حولها و تحمِل داخلها حزنا كبيرا على ماضيها تحديداً بعد تخلّي أهلها عنها في وقت حاجتها إليهم فتجدها في تخبّط بين الماضي و الحاضر.
و قد تعمّدت أمل خلال تأديتها هذا الدور تسليط الضّوء على هذه الفئة التي تُعتبر من النوع الرديء و دائما ما تكون نظرة المجتمع الموجّهة إليها جارحة في حين أن الشخصيات المشابهة لسماهر تكون هي نفسها غير راضية عن مجرى حياتها و عملها و هذا ما نجحت أمل في نقله للمشاهد بطريقتها كما وضّحت بدورها أن هذه الفئات تكون غالباً ضحيّة الإهمال من ناحية الأهل إلى جانب عوامل الحياة القاسية صعبة التعايش.
عزفت أمل عرفة على أوتار مشاعر المشاهِد بتسلسل معيّن فقد شدّت أمل عرفة المشاهدين من أوّل ظهور لها في مشاهدها الأولى في المسلسل بسبب خفّة الظل التي تمتّعت بها شخصيّة سماهر بالإضافة إلى عدّة مصطلحات خاصّة بها أصبحت تتردّد بشكل كبير على مواقع التّواصل الإجتماعي ، لكن لم تستمرّ روح الكوميديا في الشخصيّة إلى أن انسابت الأحداث و استبدل المشاهد ضحكته بالتعاطف مع سماهر بعد سرد قصّتها و الصعوبات التي تمر بها على الصعيد الشّخصي و النّفسي و ما تحمله معها من ذكريّات مؤلمة خليفة الماضي، إلى أن وصلت الحلقات الأخيرة التي سبّبت حزن أعرب عنه المتابعين على صفحات مواقع التّواصل بسبب موت شخصيّة سماهر ضحيّة الغدر و الظلم بعد شقاء و صراع كبير مع الحياة.
كتابة تيا رائد البارود